أشاد الأستاذ الدكتور حمود فهد القشعان عضو هيئة التدريس في قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت بالجهود الكبيرة التي تبذلها قطر من أجل توفير أفضل السبل لرعاية المسنين وتقديم أفضل الخدمات .. منوها بالدور الفعال الذي تقوم به المؤسسة القطرية لرعاية المسنين في تنفيذ هذه الرؤية والأهداف النبيلة، وهي خدمة كبار السن بأفضل الطرق والوسائل.
وقال د. القشعان، في تصريح صحفي على هامش دورة تدريبية نظمتها المؤسسة القطرية لرعاية المسنين بعنوان "كيف ندرب أبناءنا على مفهوم بر الوالدين"، إن تجربة قطر في هذا المجال نموذج يحتذى، وعلى الدول الأخرى أن تستفيد منها، خاصة في مجال الرعاية الإجتماعية والصحية والتوعوية والتثقيفية والتي برزت من خلال الجهود الملموسة المقدمة من المؤسسة القطرية لرعاية المسنين.
شارك في الدورة، التي تأتي ضمن الاحتفال بيوم الأسرة في قطر والذي يصادف الخامس عشر من أبريل من كل عام، ممثلون عن الوزارات والمؤسسات المختلفة والمدارس بالدولة. وأكد د. القشعان ضرورة أن يرسخ الوالدان لدى أبنائهما مفهوم البر بالوالدين من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة وقوة المجتمع، وقدم عدة نماذج عملية من خلال شاشة العرض توضح الأسس السليمة لكيفية تعليم وتدريب الأبناء على بر الوالدين.
وأشار إلى أن هناك سلوكيات قد يتأثر بها الأبناء، وبالتالي تكون عاملاً مؤثراً في تعاملهم الطبيعي مع أي موقف. كما أوصى بضرورة التعامل بحذر ومسؤولية تجاه الأبناء وغرس المبادئ السلوكية الحسنة حتى يضمنوا أنها ستحقق في النهاية النتائج المرجوة.
وتحدث عن الممارسات الوالدية التي تكرس العقوق واللجوء الى استخدام القسوة البدنية والنفسية للأبناء وتناول قضية الحماية الزائدة والحب المفرط الذي يؤدي للاتكالية ويصبح الطفل غير مبادر من عمر 3 سنوات .. مشيرا إلى أن حمل الطفل يؤدي الى الاتكالية وذلك حسب نتائج الدراسات الغربية ويصبح أقل ذكاء اجتماعيا وفي عمر 12 سنة، أي في مرحلة البلوغ يصبح أكثر انفتاحاً على العالم .. مشددا على ضرورة أن يضع الأطفال الأهداف بأنفسهم ويقومون بتحقيقها. وأشار إلى أن كثرة الحماية تمحو شخصية الابن ويصبح غير مبادر في بر الوالدين. ورأى أن المثالية العالية تؤدي للشعور بالإرهاق والبعد النفسي. وقال غالبا علينا قبول بعض الأخطاء وأحيانا الأخطاء تصحح السلوك، ويرفع الكثير من الأطفال شعار "أنا شقي .. إذن أنا موجود" و"خالف تعرف" حتى أصبحنا للأسف كأننا شرطة المرور عند أولادنا .. لافتا إلى أن تعزيز السلوك الإيجابي عند الأولاد خير من مقاومة السلوك السلبي.
وتحدث عن التذبذب الانفعالي المضلل للتوجيه على الأب وعدم كسر كلمة الأم أمام الأولاد .. مشيرا إلى أنه على الأم ضبط انفعالها أمام الأولاد، كما تناول محور التفضيل والتفرقة بين الأولاد وأوضاع الخدم في دول الخليج مشيرا إلى أن كل 3 أشخاص لديهم خادمان.
يذكر أن فعاليات اليوم الأول تضمنت فعاليات صباحية ومسائية، حيث سبق هذه الدورة التدريبية محاضرة مدرسية بعنوان "الخطوات الستة للتميز في كسب احترام الوالدين" والتي استضافتها مدرسة الدوحة الثانوية المستقلة للبنين بمشاركة مدرسة أحمد بن محمد الثانوية المستقلة للبنين ومدرسة قطر التقنية المستقلة للبنين ومدرسة أحمد بن عبدالوهاب الثانوية المستقلة للبنين وبعدد كبير تخطى الـ 900 طالب.
قدم د. القشعان المحاضرة وسط تفاعل كبير من الأساتذة والطلاب الحضور ، حيث قدم الطرق المثلى التي إذا طبقها أي إنسان سيحظى بكسب والديه ورضاهم .. كما قدم عددا من التجارب العملية التي تأتي في هذا الإطار، وإلى ضرورة أن يسعى كل شخص إلى تحقيق ذاته مهما كانت الظروف مستدلا بذلك على عدة قصص واقعية لأصحاب تجارب ناجحة استطاعوا أن يحققوا أهدافهم من لا شيء.
كذلك استضافت مدرسة رقية الإعدادية للبنات وبالتعاون مع مدرسة الأقصى الإعدادية ومدرسة البيان الإعدادية ومدرسة رفيدة الإعدادية ومدرسة فاطمة بنت الوليد الإعدادية محاضرة مماثلة عن "بر الوالدين"، بحضور أكثر من 900 طالبة، إضافة إلى عدد من أولياء أمور الطالبات الذين حرصوا على حضور هذه المحاضرة.
بدأ د. القشعان محاضرته بالحديث عن الصحبة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع ودوره في التأثير الإيجابي أو السلبي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل)، وقديماً قالوا "قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت" فالصاحب ساحب كما قالوا وبه يُعرف الإنسان فإن كان صالحاً فإنه يدل على الخير ويُعرف به، وإن كان عكس ذلك أخذ بيد صاحبه للشر والسوء ودفعه للبلايا في الدنيا ثم يتبرأ منه يوم القيامة.
وأشار المحاضر إلى أنه لا بد للإنسان أن يتخير صحبته وأن يحرص على انتقائهم لأنهم سيكونون مرآته، والصداقة الحقيقية أساسها الحب في الله وتمني الخير للأخ كما هو يتمنى لنفسه. ثم تطرق إلى بر الوالدين وإظهار وإبراز قيمة الوالدين وخصوصا المسنون منهم، وبما يشكلونه من أهمية في الأسرة من خلال تعريف الطالبات بواجباتهن نحو المسنين والوالدين بشكل خاص. وقام المحاضر بعرض عدد من الفلاشات التي تتناول هذه المسألة، كما قام بتقديم شرح وافٍ عن كيفية التعامل مع الآباء وأيضا ما يجب أن يكون عليه الآباء تجاه أبنائهم ليبروهم في كبرهم.
وفي ختام المحاضرتين قام السيد مبارك بن عبدالعزيز آل خليفة مدير عام المؤسسة القطرية لرعاية المسنين بتكريم المشاركين في الاحتفال، حيث قام بتسليم الدروع والشهادات لمديري المدارس التي شاركت بفاعلية كبيرة في إنجاح هذا البرنامج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق