الثلاثاء، 17 أبريل 2012

"قنا الطفل" يضيء على الأطفال المصابين بمرض القلب

الدوحة في 16 ابريل /قنا/ الصّحة، كم هي ثمينةٌ تلك الكلمة إذا ما استشعرها الإنسان في جميع مراحل حياته، فمرحلة الطفولة المُزهرة هي من أهمّ مراحل الإنسان تكوينًا ونشأةً، لذا تكون الصحة الجسديّة من أهم أولويّات تلك المرحلة، فإذا مرّت بسلام منذ الولادة إلى أن يشتد عود الطفل، يكون قد تخطّى بذلك مرحلة الطفولة المُتأخرة مُتمتّعًا بجَسد  يملؤه عنفوان الصحة بكلّ ما في الكلمة من ظلال ومعان .
وقام موقع ( قنا الطفل) بوكالة الأنباء القطرية بزيارة لقسم الأطفال بمؤسسة حمد الطبية بين الأطفال المصابين بمرض القلب ، ليكون في قلب الحدث ، ويلقي الضوء على مرضى القلب من براعم الطفولة، ويجنيَ تلك المُقتطفات الفرحة والمُؤلمة من حياتهم لتكونَ شمعةً تُضيءَ دروب حياتهم، وتُذكّرنا جميعًا كم هي الصحة ضروريّة لتَكون تاجًا على رؤوس الأصحّاء من براعم المُستقبل.
وللوقوف على أسباب علل القلب وأنواعه المُختلفة، كان لموقع "قنا الطفل" حوار مع الدكتورة ريما كمال الاستشاريّة في أمراض القلب للأطفال ، مديرة قسم الأطفال لقسطرة القلب، إذ تحدثت عن أكثر الحالات شُيوعًا بين مرضى القلب من الأطفال ألا وهي " الثُقب أو الفتحة في القلب" وهو عيبٌ خلقي منذ الولادة - مُنتشر على مُستوى العالَم-، حيث يكون موقع الثقب بين الأذينين والبطينين ، وقد يتجاوز عدد الفتحات في قلب الطفل الوليد إلى فتحتين أو ثلاث فتحات.
وتناولت الدكتورة ريما أسباب مرض صمام القلب والتي أرجعتها إلى أن الإنسان قد يُولَد بعيب خلقي في أحد هذه الصمّامات، وعادة ما يكون تضيّقاً شديدًا أو حتى انسدادًا تامًا فيها، لذا يتطلب التدخّلَ الجراحي في الأيّام الأُولى أو الشهور الأولى من العمر، واوضحت انه ومهما كان نوع المرض المُؤثّر في الصمّام، فإنّه يُصيب الصمّام إما بالتضّيق نتيجة عجزه عن أن يُفتح بحرية أو بالارتجاع ( ويعرف أيضاً بالقصور) نتيجة عجزه عن الغلق.
واشارت الى انه قد تجتمع الحالتان معاً في نفس الصمّام، أو قد يتأثر أكثر من صمّام  واحد عند نفس المريض بأيّ  من الحالتين أو كلاهما. ويُعيق ضيق الصمّام ، تدفّق الدّم مابين الأُذَين والبطين أو مابين البُطَين والشريان المتّصل به.
وتحدّثت عن مرض آخر من أمراض القلب، يُطلَق عليه اعتلال شريان الحياة، ويكون بدرجات  مُتفاوتة، وعلاجه أصبح معروفًا ومُتوفّرًا وبسيطًا في بعض الحالات، أمّا الحالات المُستعصيّة والتي يكون فيها ضمور لشريان الحياة فتتطلّب  التدخّل الجراحي .
وشرحت " كيفية عمل " قسطرة القلب للأطفال" حيث يتمّ عمل القسطرة القلبيّة للطفل بعد إعطائه دواءً مُنومًا أو عن طريق خضوع الطفل لتخدير  كامل ، بعدها يُدخل جهاز القسطرة إلى الشريان الفخذي، ويتمّ دفعه إلى أن يصل إلى القلب من خلال الدّم، ونستطيع رُؤية القلب عن طريق الأشعّة السينيّة ،ومن ثمّ تسجيل الصُور، وفي الخُطوة الثانية يتمّ دفع الصبغة في المكان المُراد قسطرته.
وأضافت انه يجب إجراء تحليل نسبة الأُكسجين في كلّ مكان يمرّ به أنبوب القسطرة، سواء كان في شرايين القلب أو الأوردة الخارجيّة، أو داخل تجاويف القلب، كما يتمّ قياس ضغط الدّم.
وبالنسبة للأطفال الذين يُعانون من ثقوب في القلب، فعلاجه مُتوفّر كما ذكرت الدكتورة ريما كمال حيث أنّ إجراء قسطرة القلب يتمّ بنجاح من دون الحاجة إلى إجراء عمليّات ، وذلك بواسطة استخدام أجهزة جديدة ومتطوّرة.
وتناولت علاج صمّامات القلب الضيّقة بنفخ البالون وتكون فرص الشفاء منه كبيرة، منوّهة إلى أنّ هناك نسبًا ضئيلة من أمراض الصمّامات تحتاج إلى عملية جراحة القلب المفتوح ، وتأتي هذه الخُطوة بعد إجراء القسطرة للمريض.
وقدمت الدكتورة ريما في ختام الحوار نصيحة للآباء والأُمهات بضرورة التشخيص المُبكّر لأمراض القلب لدى الأطفال من قبل لطبيب المُختَص، ومن ثمّ عدم إهمال المُتابعة الصحية والطبيّة في ظل التوعيّة الطبية اللازمة المأخوذة من قبل طبيب القلب، والتشخيص السليم لكلّ مرض  قلبي على حدة ، يتُم من خلال المراحل الأُولى لتكوين الجنين حتّى ولادته، وذلك من خلال التصوير والمُتابعة الطبيّة.
وأعطت مثالاً على أنّ الطفل بعد ولادته ،إذا ما لوحظَ عليه تكرار مستمر لبكائه، فيجب معرفة السبب إذا ما كان نتيجة طبيعيّة، أو يكون في بعض الأحيان نتيجة أسباب  مرضيّة، وشدّدت على ضرورة مُتابعة ضربات قلبه عند تنفسّه أو أثناء بُكائه.
بعد ذلك تجوّل موقع " قنا الطفل " في قسم الأطفال في "مؤسّسة حمد الطبيّة"، ليلتقي بعدد من الأطفال  في عمرالزهور استحقت حالاتهم الوقوف عندها، لتسليط بقعة ضوء عليها لما يتخلّلها من مُعاناة من فقدان للصّحة ، فهؤلاء الأطفال كانوا على موعد  مع اعتلال  لقلوبهم منذ نعومة أظفارهم، وما زالوا يُكابدون هذه الآلام إلى أن ينتهي بهم المطاف إلى علاج  طبيّ  وشيك .
المحطة الأولى كانت مع الطفل يوسف ، وفيه تتجسّد قدرة الخالق- جلّ وعلا- في بثّ الإرادة والصبر مع الابتلاء، وقد وهب الأمّ قدرة وعزيمة على مدّ روح الحياة والأمل في قلب وليدها الصغير، وتبدأ حكاية " يوسف" منذ أن كان جنينًا في بطن أمّه، وتحديدًا في الأسبوع التاسع عشر من تكوينه، إذ أُكتُشف من خلال مُتابعة الأم في وحدة الأمّ والجنين التابعة لمُستشفى النساء والولادة، أنّ الجنين يُعاني من مرض  يُطلَق عليه علميا "Hippo Plastic left Heart Syndrome  " أي " ضمور في الجانب الأيسر من القلب، استمرّت رحلة الحمل طبيعيّة في التسعة الأشهر، إلى أنّ تمت الولادة طبيعيّة  ولكن لتبدأ رحلة المُعاناة مع الطفل" يوسف" حيث تطلّب علاجه في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، على ثلاثة مراحل.
في المرحلة الأولى "حضانة الجنين" تمّ علاجه بالأدوية والعقاقير الطبية ، أمّا المرحلة الثانيّة في عمر الستة أشهر ، ففيها أُجريت له عمليّة جراحيّة لقلبه الصغير، وعندما وصل عمره إلى السّنة وثمانية أشهر، أجريت له عملية جراحيّة لشرايين قلبه، بعدها عانى الطفل " يوسف" من مُضاعفات  تمثّلت في تجمّع السوائل، ممّا نجم عنه فترة نقاهة، اضطّرت أسرة الطفل للرجوع إلى أرض الوطن، والخُضوع للمُراقبة والمُلاحظة في قسم مرضى القلب للأطفال، تحت إشراف طاقم  طبّي كامل.
وتقول ام الطفل يوسف ان ابنها يحتاج إلى علاج رئته اليُسرى التي لا تعمل بسبب تجمّع السوائل، الذي ضغط على شريان الحياة وأثّر سلبًا على القَصبة الهوائيّة.
أمّا المحطة الثانية فكانت مع الطفلة "صوفيا مغربيّة الجنسيّة لم تبلغ من العمر سوى ستة أشهر وتُعاني من اعتلال قلبها وعيب خلقي منذ الولادة، استدعى من الطاقم الطبي في مؤسّسة " حمد الطبيّة" أنّ يُجري لقلبها عملية جراحيّة للتخفيف من الآثار الصحيّة السلبيّة على صحة قلبها.
وتفيد احصائية صادرة عن ادارة الاعلام بمؤسسة حمد الطبية بان عدد الاطفال الذين يعانون امراض القلب في عام 2011 بلغ 2746 طفلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق